كل ما يخص الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية

مجموعة من الاأراء والمقالات لأفضل الكتاب

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

التحول الرقمي

Aug 9, 2025

انكلوسيف

هل ستحل الآلة/ الذكاء الاصطناعي مكاني كقائد/مدير؟! لا داعي للقلق بعد الآن!

يحول استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين من رد الفعل إلى التخطيط الاستراتيجي

هل ستحل الآلة/ الذكاء الاصطناعي مكاني كقائد/مدير؟! لا داعي للقلق بعد الآن!

القائد أو المدير، وصف لهذا المسمى وآخر لذاك، البعض يفضل الأول والبعض يفضل الثاني والبعض يجمع بين الاثنين، وآخرون لا يرون هذا الفارق العظيم بين المسميات وأنها في النهاية تؤول إلى دور واحد نعرفه جيداً، ووسط نداءات كبيرة وإعلانات عن كيفية التحول من مدير إلى قائد ومفهوم القيادة الحقيقية ودورات تدريبية لتأهيلك وغيره من الصخب المصاحب لهذا الموضوع، وهكذا استمر الأمر حتى ظهر مستجد على السوق غير منه كليةً.

ظهر الذكاء الاصطناعي ثم تبعه "تسونامي" من التغيير في العالم، وظائف بأكملها في طريقها لتندثر وغيرها تظهر، أعمال يتغير شكلها تماماً وتتشكل من جديد، كثيرون يحاولون استكشاف هذا الدخيل وكيف يمكن الاستفادة منه، ، وغيرهم ممن يخافون على وظائفهم من "الآلة"، والكل يستخدمه في كل شيء تقريباً، ومما لا شك فيه أن وظيفة "المدير" أو دعنا نسميها "القيادة الإدارية" تأثرت بهذا التغيير، كيف ذلك؟ هذا المقال يجيب على هذا السؤال، كما يعطيك الدليل الشامل للقيادة الإدارية في أحدث اصداراتها.

هل ستحل الآلة/ الذكاء الاصطناعي مكاني كقائد/مدير؟!

تتوقف إجابة هذا السؤال على تعريفك لتلك الوظيفة، لطالما ارتبط مفهوم القيادة الإدارية بعمليات أساسية تضمن سير العمل بكفاءة، مثل:

- التخطيط: القدرة على رسم خارطة طريق واضحة للمستقبل، وتحديد الأهداف بدقة، وتوقع التحديات المحتملة.

- التنظيم: توزيع المهام على الأفراد والفرق، وتوزيع واستخدام الموارد بذكاء، لضمان أن كل جزء في الآلة التنظيمية يعمل بتناغم وفعالية.

- الرقابة: متابعة الأداء بانتظام، وتقييم التقدم، وتصحيح المسارات عند الضرورة لضمان البقاء على الطريق الصحيح.

أليست هذه هي الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المدير؟ أهنئك عزيزي المدير، إذا كانت هذه هي رؤيتك لدورك داخل المؤسسة، فهذه هي تحديداً الأدوار التي سيقوم بها عنك الذكاء الاصطناعي!

إن قدرات الذكاء الاصطناعي تمتد إلى ما هو أبعد من الأتمتة البسيطة لتشمل التحليل المتطور، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، والتوزيع الفعال للمهام، والتنظيم الدقيق للنتائج، والمراجعة الشاملة لضمان الامتثال للمواصفات المطلوبة. تدفع هذه التطورات بطبيعة الحال إلى التساؤل عن مستقبل الأدوار التي تركز تقليدياً على هذه الوظائف، وخاصة دور المدير. 

هل يعني هذا أن وظيفة "المدير" من الوظائف التي ستختفي مع تطور الذكاء الاصطناعي؟

الإجابة مباشرةً وبمنتهى الوضوح "بالطبع لا"! لن يحل الذكاء الاصطناعي محل المدير البشري، يشير الإجماع السائد بين الخبراء والاتجاهات الصناعية الناشئة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيعمل في المقام الأول كقوة معززة للمديرين، وليس بديلاً لهم. سيُعرّف مدير المستقبل بشكل أقل من خلال الإشراف الإداري وأكثر من خلال القيادة الاستراتيجية، وتنمية القدرات البشرية، والقدرة على التعاون بفعالية مع الأنظمة الذكية.


ببساطة لقد حان الوقت لتقوم -عزيزي المدير- بالنصف الآخر من دورك الحقيقي والأهم: أن تصبح قائداً، من خلال كونك إنسان!.

كيف أصبح قائداً من خلال كوني إنسان؟!

يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرة متزايدة على أتمتة أو تعزيز المهام التي يؤديها المديرون تقليدياً، مثل الجدولة، وتتبع الأداء، وتحليل البيانات، وحتى جوانب الموارد البشرية.  هذه القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي على التعامل مع العمليات الروتينية والموجهة بالبيانات تثير تساؤلات مشروعة حول الحاجة إلى التدخل البشري في هذه المجالات.

في المقابل، تؤكد العديد من المصادر أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى سمات بشرية فريدة مثل الذكاء العاطفي، والتعاطف، والقدرة على الإلهام، وبناء الثقة، أو اتخاذ أحكام أخلاقية معقدة.  هذه السمات تُعد حاسمة للقيادة الفعالة. يظهر من هذا التباين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إدارة المهام بكفاءة ودقة فائقة، لكنه لا يستطيع قيادة الأفراد بالمعنى الشامل المطلوب لتحقيق النجاح التنظيمي.

الآن بعد تحديد أوجه القصور عند الذكاء الاصطناعي في مقابل البشر، أنت تحتاج لتنمية مجموعة من المهارات لتصبح القائد الذي يتناسب مع رؤية المستقبل. 

إليك قائمة بأهم المهارات التي يحتاجها القائد المعاصر:

١- الذكاء العاطفي والقدرة على التعاطف: القدرة على فهم وإدارة مشاعرك، وإدراك وتقييم مشاعر الآخرين ومدى تأثيرك عليها، حاسمة لبناء الثقة بينك وبين مرؤوسيك، وتعزيز السلامة النفسية للمؤسسة، وحل النزاعات، وتحفيز فرق العمل من خلال بيئة عمل صحية دافعة للإنتاج.

٢- التفكير الاستراتيجي وتحديد الرؤية: الآلة ستقوم بتحليل البيانات، ومساعدتك في التخطيط، لكن ذلك لا يكفي، قدرتك على رؤية الغد وتوقع الاتجاهات المستقبلية، وتحديد أهداف تنظيمية واضحة، وصياغة رؤية ملهمة لفربق عملك شيء ضروري. يتضمن ذلك التخطيط طويل الأجل والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

٣- التواصل والاستماع الفعال: حجر الأساس لبناء العلاقات، وإلهام العاملين، وتحقيق التوافق بين فرق العمل، وتحقيق الأهداف التنظيمية. يشمل ذلك التواصل الشفاف حول "لماذا" نعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومعالجة مخاوف الموظفين حول استبدالهم، وتعزيز الحوار المفتوح والنطاقات الآمنة التي تسمح لهم بإبداء آرائهم ومخاوفهم دون رهبة.  الاستماع الفعال يضمن شعور الموظفين بأنهم مسموعون ومقدرون.

٤- التدريب والتوجيه: كانت وستظل مهمة مع الذكاء الاصطناعي أو بدونه، التحول من نهج "القيادة والتحكم" إلى توجيه الأفراد وتطويرهم هي خطوة هامة من خطوات القيادة الناجحة. يتضمن ذلك طرح أسئلة حقيقية ناتجة عن مراقبة فعلية للعمليات، وتقديم ملاحظات مخصصة لكل موظف/قسم وليست مجرد ملاحظات عامة، وتمكين الموظفين من التعلم والنمو، خاصة مع أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة.


٥- إدارة التغيير والقدرة على التكيف: القدرة على قيادة الأفراد والمنظمات بفعالية خلال فترات التحول الهامة، مثل تلك الفترة الحرجة التي نتحول فيها رقمياً. يتطلب ذلك المرونة، والقدرة على التكيف، والقدرة على توجيه الفرق لذلك. يشمل ذلك القدرة على إدارة مقاومة التغيير، ومنها إدارة الموظفين المقاومين للتغيير وإرهاق التغيير، وأيضاً هؤلاء الراغبين فيه، إن القدرة على إدارة الأفراد/الفرق عن بعد "Remotely" أو الهجينة "Hybrid" هي من المهارات الأساسية التي يجب عليك تطويرها.

٦- حل المشكلات الإبداعي والابتكار: القدرة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كشريك في الإبداع لحل المشكلات المعقدة والفوضوية ودفع الابتكار. يتضمن ذلك التفكير خارج الحلول التقليدية وتعزيز بيئة تشجع العاملين بها على التجريب.

٧- بناء العافية المؤسسية والسلامة النفسية: خلق بيئة يشعر فيها أعضاء الفريق بالأمان للتعبير عن الأفكار، والمخاطرة، والتعلم من الأخطاء دون خوف من العواقب السلبية. هذا أمر أساسي، إضافة إلى ترقية رفاهية الموظفين والعاملين إلى أولوياتك لتحقيق عافية مؤسسية شاملة "Workplace Wellbeing"، راجع مقالنا عن العافية المؤسسية بعنوان: العافية المؤسسية Corporate Wellbeing: كيف ينظر العالم لهذا المصطلح في ٢٠٢٥؟

وماذا أيضاً؟ إليك نموذج قيادي من أرض الواقع يجيبك على هذا السؤال: الإنسان أولاً!

تتبنى المؤسسات الرائدة اليوم نماذج قيادية لا تركز على الأرباح فحسب، بل على بناء مستقبل مستدام يضع الإنسان في صميمه. نموذج القيادة لمركز محمد بن راشد لتطوير القيادات يقدم إطاراً قيماً لهذه الرؤية، مرتكزاً على تلك المبادئ الموجهة بالكامل نحو المستقبل الذي تحدثنا عنه:

- الاستشراف الاستراتيجي: القدرة على توقع الاحتياجات المستقبلية وتكوين رؤية ثاقبة للنمو المستدام، مما يدفع الأفراد لتحقيق أهداف تتجاوز الحاضر.

- المواطنة العالمية: الإعلاء من قيم احترام حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والتنوع، والمساواة، والاستدامة البيئية، لإنشاء قادة مسؤولين عالميًا.

- التنوع والإشراك: الترحيب بجميع الآراء ووجهات النظر، لضمان إشراك الجميع في تحقيق الأهداف، مما يثري بيئة العمل ويُعزز الابتكار.

- التفكير الريادي: دعم الثقافة الابتكارية، وتشجيع التجربة والمخاطرة المحسوبة، وتمكين الفرق من توليد حلول متطورة تخلق مزايا تنافسية.

- الفضول والمرونة: نشر ثقافة التعلم المستمر من خلال التجارب، وتطبيق المعارف المكتسبة في المواقف الجديدة، وتبني نهج التكيف مع المتطلبات المتغيرة.

- الشغف والالتزام: إدراك أن شغف القائد هو المحرك لخلق الحلول الناجحة والفرص، وتنسيق السلوكيات والأفعال بروح التفاؤل والحماس لإلهام الآخرين.

- خلق القيمة: ترجمة الرؤية إلى نتائج ملموسة، من خلال خلق القيمة المضافة أو تطويرها إلى أقصى حد ممكن، لصالح الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.

الإنسان أولاً: الاستثمار المستمر في تدريب وتعليم وتأهيل الأفراد، وتشكيل الفرص المناسبة لهم لتطوير مهاراتهم، إيماناً بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية.


هذا النموذج يؤكد أن القيادة الفعالة ليست مجرد تطبيق لقواعد إدارية، بل هي مزيج معقد من المهارات الصلبة والناعمة، والقدرات التحليلية والشخصية. برامج تطوير القيادات يجب أن تركز على بناء الشخصية والمهارات الإنسانية، مثل الذكاء العاطفي والاجتماعي، بقدر تركيزها على الكفاءات الوظيفية والإدارية.

ختاماً عزيزي القائد وبعد أن تعرفت على المستقبل الخاص بوظيفتك، تبقى أن تقوم بما عليك وتأخذ خطواتٍ جادة للتغيير، لا يمكن للآلة أن تحل مكانك طالما أنت تتحرك وتعمل، لكنها بالطبع ستأخذ وظيفتك إذا وقفت في مكانك ساكناً، في الحقيقة أياً ما كان سيأخذ مكانك وقتها!.

اشترك في النشرة البريدية

احصل على اخر المقالات أولاً

تابعنا على وسائل التواصل

احصل على الجديد أول بأول

اقرأ أيضًا