كل ما يخص الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية

مجموعة من الاأراء والمقالات لأفضل الكتاب

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

العلامة التجارية

Aug 20, 2025

انكلوسيف

لماذا يجب أن تجعل الموظفين سفراء لعلامتك التجارية؟

كيفية تحويل الموظفين إلى أصول تسويقية قوية للعلامة التجارية.

عندما تبحث عن مطعم جديد، غالباً ما تعتمد على تقييمات العملاء الحقيقيين. وعندما تفكر في شراء منتج ما، تكون شهادة صديقك أكثر إقناعاً من إعلان تلفزيوني لامع. في عالم التوظيف، لا يختلف الأمر كثيراً. فبين كل ما تقوله الشركات عن نفسها، يبقى السؤال الأهم: "ماذا يقول موظفوها؟"

في هذا المقال، سنسلط الضوء على قوة "دعوة الموظفين" (Employee Advocacy) كأحد أقوى استراتيجيات بناء العلامة التجارية لصاحب العمل. سنتعرف على الأسباب التي تجعل الموظفين أفضل المدافعين عن علامتك التجارية، وكيف يمكن للشركات أن تمكنهم ليصبحوا سفراء أصيلين، بالإضافة إلى استعراض أمثلة من الواقع العملي.

قوة صوت الموظفين: مصداقية لا تُضاهى

الباحثون عن عمل أو وظائف يبحثون بشكل مكثف عن مراجعات وتقييمات الشركات عبر الإنترنت قبل التقديم لأي وظيفة. وهنا يبرز صوت الموظف كمصدر للمعلومات حول الشركة هو الأكثر مصداقية. فوفقًا لأبحاث Glassdoor (موقع أمريكي يقوم فيه الموظفون الحاليون والسابقون بمراجعة الشركات دون الكشف عن هويتهم)، يُعد صوت الموظف أكثر مصداقية بثلاث مرات من صوت الرئيس التنفيذي عند الحديث عن ظروف العمل في الشركة.

لا يمكن للحملات التسويقية اللامعة أن تحل محل القصص الحقيقية. إن الشهادات وقصص النجاح التي يرويها الموظفون أنفسهم تضفي على العلامة التجارية لصاحب العمل طابعاً إنسانياً وتضيف إليها عنصراً حاسماً: الثقة. فبينما يمكن أن يكون الإعلان مصقولاً ومحترفاً، فإن قصص الموظفين التي تتحدث عن التحديات، والنجاحات، والبيئة اليومية للعمل، هي التي تبني المصداقية وتجذب المواهب على أساس من الصدق والشفافية.

تحويل الموظفين إلى سفراء: استراتيجيات للتمكين

إن دعوة الموظفين لا تحدث بمفردها؛ بل هي نتيجة مباشرة لثقافة قوية وتجربة موظف إيجابية تجعل الموظفين يرغبون حقاً في مشاركة قصصهم. لذا، يجب على الشركات تمكين موظفيها وتحفيزهم ليصبحوا سفراء لعلامتها التجارية من خلال استراتيجيات عملية:

- تشجيع المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تُعد منصات مثل LinkedIn و Instagram و X (تويتر سابقاً) قنوات مثالية للموظفين لمشاركة تجاربهم اليومية وإنجازاتهم المهنية. يمكن للشركات توفير إرشادات واضحة حول كيفية تمثيل الشركة عبر الإنترنت، وتشجيعهم على استخدام وسم خاص بالعلامة التجارية (مثل #LifeAt...).

- استخدام المحتوى القصصي: يمكن للشركات أن تساعد موظفيها على سرد قصصهم من خلال محتوى جذاب مثل الفيديوهات، والمقابلات، والمشاركات المكتوبة. إن هذا المحتوى، الذي يشارك فيه الموظفون تجاربهم الحقيقية، يضيف مصداقية هائلة لرسائل العلامة التجارية.

- برامج التقدير والمكافآت: يجب تقدير ومكافأة الموظفين الذين يشاركون بفعالية في جهود العلامة التجارية. يمكن أن تكون هذه المكافآت مادية أو معنوية، مثل التقدير العلني، أو المكافآت المالية الصغيرة، أو حتى مجرد التعبير عن الامتنان.

- استحواذ الموظفين على حسابات الشركة: تُعد هذه استراتيجية مبتكرة لبناء الثقة. فمن خلال السماح للموظفين بالاستحواذ على حسابات الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي ليوم واحد، يمكنهم مشاركة نظرة من وراء الكواليس على حياتهم اليومية، مما يقدم للمتابعين منظراً أصيلاً وواقعياً لمكان العمل.

ما سبق ليست نظريات، بل هي طرق واستراتيجيات مجربة، وإليكم الأمثلة

لقد أثبتت العديد من الشركات الرائدة في مجال العلامة التجارية لصاحب العمل فعالية تسخير قصص موظفيها.

- تستخدم شركة ماريوت السرد القصصي كعنصر أساسي في صفحاتها المهنية على وسائل التواصل الاجتماعي. فهي تنشر بانتظام مقابلات فيديو قصيرة تحت عنوان "خمسة أسئلة يوم الجمعة" (Five Question Friday)، بالإضافة إلى مقاطع فيديو تبرز إنجازات الموظفين وهواياتهم، مما يضيف مصداقية لرسائل علامتهم التجارية.

- هذه الشركة تبني الثقة مع جمهورها من خلال السماح لموظفيها بالاستحواذ على حسابها على Instagram ليوم كامل. يشارك الموظفون تجاربهم الشخصية، مثل تصوير يومهم في المكتب أو أثناء عملهم الميداني، مما يمنح المتقدمين المحتملين فرصة للتعرف على بيئة عملهم المستقبلي وطبيعته بشكل واقعي.

- تجاوزت نتفليكس الطرق التقليدية لتسويق العلامة التجارية لصاحب العمل من خلال إطلاق بودكاست خاص بها، "WeAreNetflix Podcast". في هذا البودكاست، يتحدث الموظفون بصراحة عن حياتهم اليومية في الشركة، بما في ذلك التحديات والإيجابيات، مما يعكس مزيجاً من الأصالة والإبداع.

- تعتمد هاب سبوت على "ثقافة الشفافية والتعاطف" في علامتها التجارية لصاحب العمل. ولهذا الغرض، قاموا بإنشاء حسابات ومنصات مثل "HubSpotLife" ووسوم خاصة لنشر قصص الموظفين ومحتوى من إنشائهم، مما يعكس بيئة عملهم بشكل حقيقي.

لكن خطأ قاتل يمكن أن يهدم كل شيء!

وهذا الخطأ هو ببساطة الإدعاء! لا يجب ابداً إجبار أو حمل الموظفين على تجميل صورة الشركة عبر هذه القنوات، يجب أن ينقلوا تجربة موظف حقيقية، كل شيء ايجابي يشاركه الموظفين مع الجمهور وكل تجربة مميزة يجب أن يكونوا قد مروا بها بالفعل، لذلك وقبل كل شيء، يجب الاهتمام بتصميم تجربة موظف ممتازة، تهتم بالموظف وبيئة العمل، تقدم له احتياجاته وتراعي خصوصيته، تجربة الموظف الايجابية هي البداية.

إن تقديم صورة مبالغ فيها أو غير حقيقية للشركة قد يجذب المرشحين في البداية، ولكنه سيؤدي إلى انعدام الثقة وتشويه السمعة بمجرد اكتشاف التناقض بين الوعود والواقع.


في الختام، إن أفضل استراتيجية لبناء علامة تجارية قوية لصاحب العمل لا تتعلق بالإنفاق على الإعلانات، بل بالاستثمار في موظفيك. فعندما يشعر الموظفون بالتقدير، والانتماء، والفخر بالعمل في شركتك، سيصبحون تلقائياً أفضل وأصدق المدافعين عن علامتك التجارية. إن تمكين موظفيك لتحويل قصصهم الشخصية إلى جزء من قصة علامتك التجارية هو استراتيجية قوية وفعالة لبناء الثقة وجذب أفضل المواهب.

اشترك في النشرة البريدية

احصل على اخر المقالات أولاً

تابعنا على وسائل التواصل

احصل على الجديد أول بأول