كل ما يخص الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية

مجموعة من الاأراء والمقالات لأفضل الكتاب

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

تجربة الموظف

Aug 10, 2025

انكلوسيف

تجربة الموظف والاندماج الوظيفي

مصطلحان مختلفان، يهمك أن تعرفهما

تجربة الموظف والاندماج الوظيفي: مصطلحان مختلفان، يهمك أن تعرفهما!

ما الذي يجعل الموظفين يبقون لدى فلان بينما يتركون العمل لدي؟ هل هي الرواتب؟ هل يعاملهم هذا "الفلان" بلطفٍ لم يجدوه عندي؟ هل هي الإدارة؟ هل الكراسي في مكتبي غير مريحة والإنترنت غير مستقر؟! 

لا داعي للحيرة، اندماج موظفيك داخل مؤسستك يعتمد بالشكل الذي تريد يعتمد على تجربتهم داخل المؤسسة، ولمصلحتك ومصلحة مؤسستك يجب عليك معرفة هذين المصطلحين جيداً، لذلك نقدم لك هذا المقال.

في عالم الأعمال المعاصر، تزداد حدة المنافسة على استقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، لذلك أصبح فهم ديناميكيات القوى العاملة عاملاً حيوياً لنجاح أي مؤسسة. تُعد "تجربة الموظف" (Employee Experience - EX) و"الاندماج الوظيفي" (Employee Engagement - EE) من الركائز الأساسية لنجاح أي مؤسسة في بيئة الأعمال المعاصرة. ففي ظل التنافس المتزايد على استقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، لم يعد التركيز على الجوانب المالية وحدها كافياً. بل أصبح تصميم تجربة موظف مميزة وتعزيز شعوره بالانتماء والرضا أمراً حيوياً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركات.

غالباً ما تُستخدم مصطلحات "تجربة الموظف" (Employee Experience - EX) و"الاندماج الوظيفي" (Employee Engagement - EE) بالتبادل، مما قد يؤدي إلى بعض الالتباس، لذلك دعنا نبدأ بشرح كل منهم.

أولاً: "تجربة الموظف" (Employee Experience - EX)

تجربة الموظف (EX) هي مجموع التفاعلات ونقاط الاتصال التي يمر بها الموظف طوال رحلته مع المنظمة، بدءاً من لحظة تقدمه للوظيفة وحتى مغادرته الشركة أو تقاعده. تلك التجربة تحدد بشكل جوهري كيف يشعر الموظفون تجاه عملهم ومؤسستهم.

تشمل هذه التجربة كل ما يراه الموظفون ويسمعونه ويفكرون فيه ويشعرون به تجاه المؤسسة. وتتأثر بعوامل متعددة تشكل بيئة العمل اليومية، بما في ذلك:

- البيئة المادية: مثل تصميم المكتب، وتوفر المساحات الهادئة والتعاونية، والأدوات والتقنيات المتاحة لأداء العمل بكفاءة.

- البيئة الثقافية: القيم المشتركة، الاحترام المتبادل، الأخلاق، النزاهة، والشعور بالانتماء، تقوم البيئة الثقافية بشكل كبير على فلسفة المؤسسة.

- التفاعلات اليومية: مع الزملاء والمديرين، والعمليات الإدارية، وفرص التعلم والتطور المهني.

إن تجربة الموظف لا تتعلق فقط بجعل الموظفين يشعرون بالرضا؛ بل هي حول خلق بيئة يمكن للموظفين من خلال التفاعل مع كل عناصرها -مما يتعرضون له يومياً- الازدهار والابتكار والمساهمة في نجاح المنظمة.


ثانياً: "الاندماج الوظيفي" (Employee Engagement - EE)

الاندماج الوظيفي (EE) هو مستوى انخراط الموظف داخل دورة العمل، يمكن قياسه بمقدار الحماس والتفاني الذي يشعر به الموظف تجاه وظيفته ومؤسسته. إنه يعكس مدى ارتباط الموظف عقلياً وعاطفياً بفريقه ومؤسسته. الموظفون المندمجون يهتمون بعملهم وبأداء الشركة، ويشعرون أن جهودهم تحدث فرقاً. إنهم لا يؤدون مهامهم فحسب، بل يبذلون جهوداً أكبر لتطوير المنتجات والخدمات، شعوراً منهم بأن كل ما يبذلون سيعود عليهم بالنفع، ويسعون لاستكشاف أفكار جديدة تفتح آفاقاً لزيادة الإيرادات، مما يسهم في نجاح وازدهار الشركة مالياً.

رائع هذا الاندماج، لكن كيف يعتمد على تجربة الموظف؟!

يكمن الفارق الجوهري في أن تجربة الموظف هي "المُدخل" التي توفره الشركة لموظفيها. إنها الإعدادات والعوامل وبيئة العمل التي تشكل الحياة العملية اليومية للموظفين. في المقابل، الاندماج الوظيفي هو "المُخرج" الذي ينتج عن تلك التجربة. بعبارة أخرى، تخيل أنك تعطي أمراً للذكاء الاصطناعي للقيام بعمل ما، كيف سيقوم بما تريد إذا لم توفر له ما يحتاج؟!

ان تجربة الموظف تلك لا تعتمد وحسب على رفاهية الموظف، أو بمعنى آخر لا تعتمد بالكامل على ما توفره من رفاهية للموظفين، البيئة المحيطة، مقدار الانضباط، إدارة التشغيل وتقسيم المهام بشكل عادل، إدارة الوقت، روح التعاون والتفاهم بين الفرق وكل ما يتعرض له الموظف من لحظة دخوله وحتى انصرافه هي عوامل مؤثرة في تلك التجربة.

عندما تقدم الشركات تجارب موظفين قوية وإيجابية، يتحسن الاندماج الوظيفي بشكل طبيعي. فالموظفون الذين يتمتعون بتجربة عمل إيجابية ويحبون بيئة عملهم، يكونون أكثر مشاركة وإنتاجية، وأكثر ارتباطاً بالشركة، ويشعرون بالانتماء والملكية. وإليك احصائية توضح ما نقول:

وفقاً لمركز غالوب (شركة تحليلات واستشارات أمريكية متعددة الجنسيات، معروفة باستطلاعات الرأي العام التي تجريها عالميًا. تأسست عام 1935 على يد جورج جالوب. تقدم الشركة خدمات التحليل والاستشارات الإدارية للمؤسسات) يحقق الموظفون المتفاعلون "المندمجون": 

- معدل دوران أقل بنسبة 43% (في المؤسسات التي ينخفض فيها معدل دوران الموظفين)

- معدل دوران أقل بنسبة 18% (في المؤسسات التي يرتفع فيها معدل دوران الموظفين)

- قصور أقل في مقاييس الجودة بنسبة 41%

- معدل غياب أقل بنسبة 81%

- معدل ربح أعلى بنسبة 23%

- معدل إنتاجية مبيعات أعلى بنسبة 18%

- معدل تفاعل عملاء أعلى بنسبة 10%


حرفياً كل نقطة اتصال في رحلة الموظف – من التوظيف والتهيئة إلى مراجعات الأداء ومحادثات التطوير – هي فرصة لزيادة اندماجهم أو العكس. وإليك مثالاً، إذا كان الموظف يستخدم برنامجاً قديماً للاجتماعات المرئية يعمل ببطء أو تتجمد الشاشة أثناء الاجتماع، فهذا يترك أثراً سلبياً على تجربته ويؤثر على قدرته على التواصل بفعالية، مما يقلل من اندماجه. هل تخيلت الصورة كما يجب الآن؟

الخلاصة:

ما يسمى بتجربة المستخدم UX، والذي تقوم بتصميمه والتحسين عليه سواء كنت تقدم لعملائك منتج مادي أو خدمي، بالطبع توليه اهتماماً كبيراً فهذا المستخدم الذي تهتم به هو من يدفع لك ويدر عليك ربحاً ويجب أن يحصل على تجربة لا مثيل لها لتضمن بقاءه، الفكرة نفسها تنطبق على الموظف، تجربته في العمل هي ما تحدد نسبة ولائه واندماجه وبالتالي بقائه بالمؤسسة من عدمه.

التركيز على تصميم تجربة موظف إيجابية هو نهج استباقي وفعال لتحقيق اندماج وظيفي عالٍ، بدلاً من مجرد قياس الاندماج كرد فعل لما يحدث. هذا التحول في المنظور من "كيف يشعر موظفونا؟" إلى "كيف نصمم بيئتهم وتفاعلاتهم ليحصلوا على أفضل تجربة؟" يُعد حاسماً إذا ما أردت النتائج التي ذكرناها في الإحصائية أعلاه.

فبينما يعكس الاندماج الوظيفي "لقطة" لمشاعر الموظف في لحظة معينة، فإن تجربة الموظف هي "القصة الكاملة". إنها تحدد كيف يشعر الموظفون تجاه عملهم ومؤسستهم. عندما تستثمر المؤسسات في تجربة موظف قوية، فإنها لا تحسن فقط من معنويات الموظفين، بل تؤثر بشكل مباشر على ربحية الشركة، وسمعتها، وتجربة العملاء.

لذا، فإن فهم هذين المصطلحين وعلاقتهما ببعض يمكن المؤسسات من بناء استراتيجيات موارد بشرية أكثر شمولية وتأثيراً، تركز على خلق بيئة عمل مزدهرة تدفع الموظفين إلى التفوق والولاء.

اشترك في النشرة البريدية

احصل على اخر المقالات أولاً

تابعنا على وسائل التواصل

احصل على الجديد أول بأول

اقرأ أيضًا