كل ما يخص الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية
مجموعة من الاأراء والمقالات لأفضل الكتاب
العلامة التجارية
Aug 10, 2025
انكلوسيف

العلامة التجارية لصاحب العمل كاستراتيجية ضرورية لنجاح شركتك
ما وراء التوظيف
العلامة التجارية لصاحب العمل كاستراتيجية ضرورية لنجاح شركتك!
العلامة التجارية لشركتك تحدد هويتها، كيف يجب أن يراها جمهورها، اللغة التي تتحدث بها الشركة إلى جمهورها المستهدف والقيمة التي تقدمها لهم.
لكن من يتحدث للموظفين لديك أو المحتملين؟ كيف يتعرفون عليك وينتمون إلى مؤسستك؟ كيف يندمجون؟ ما الذي يجذب الموظفين والمواهب إلى شركتك دون غيرها؟ في هذا المقال، نتعرف على "العلامة التجارية لصاحب العمل Employer Branding" كإجابة لكل ما سبق.
في سوق العمل الحديث، لم تعد الشركات تتنافس فقط على العملاء، بل على المواهب أيضاً. في هذا المشهد المتغير، برز مفهوم "العلامة التجارية لصاحب العمل" كعنصر حاسم لنجاح أي منظمة. إنها تتجاوز مجرد جذب الموظفين المحتملين، لتصبح أصلاً استراتيجياً حيوياً يؤثر بشكل مباشر على سمعة الشركة وقدرتها التنافسية في السوق.
تعريف العلامة التجارية لصاحب العمل: السمعة التي تتحدث عن نفسها
بالطبع عزيزي القارئ قد تعرفت على ما يسمى بتجربة الموظف Employee Experience، إذا لم يحدث بعد تعرف عليها من هذا المقال.
تجربة الموظف والاندماج الوظيفي: مصطلحان مختلفان، يهمك أن تعرفهما!
إن تجربة الموظف تلك هي جزء من استراتيجية تسمى العلامة التجارية لصاحب العمل Employer Branding، وهذه الأخيرة هي تحدد هوية شركتك، كيف تريد لها أن تظهر، ما هي اللغة التي تتحدث بها، ما هو مجموع القيم التي تقدمها، لكن هذه المرة: للموظفين، الحاليين منهم والمحتملين، وليس للعملاء.
تُعرف العلامة التجارية لصاحب العمل بأنها السمعة التي تكتسبها المنظمة كمكان للعمل. إنها تشمل قيم الشركة، وثقافتها، والتجربة الشاملة التي تقدمها للموظفين الحاليين والمحتملين. يمكن النظر إليها على أنها مجموع تصورات المرشحين المحتملين والموظفين الحاليين والعاملين السابقين عن الشركة.
تُعد العلامة التجارية لصاحب العمل عملية استراتيجية تهدف إلى تشكيل وتعزيز هذه السمعة لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها. إنها تتعلق بالشعور المميز الذي تثيره الشركة في أذهان الأفراد كبيئة عمل.
ظهر المصطلح لأول مرة في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو يستخدم بشكل واسع في التجمعات الإدارية، لكن ما الذي أدى إلى انتشاره بشكل واسع هذه الفترة؟
ببساطة، تغير الطبيعة العمرية للعمالة، الأمر باختصار أنك بالتأكيد لا تريد أبداً تجربة موظف سيئة مع شركتك أن تنتشر عبر طرق التواصل الرقمي، وبالتالي تصل إلى سوق التوظيف والذي بطبيعة معدل أعماره يقضون أوقات طويلة عبر تلك المنصات، ستفقد حينها الفرصة في اجتذاب المواهب لفترة طويلة.
التمييز بين العلامة التجارية لصاحب العمل والعلامة التجارية للشركة
من المهم التمييز بين العلامة التجارية لصاحب العمل والعلامة التجارية للشركة بشكل عام. فبينما تركز العلامة التجارية للشركة على كيفية نظر العملاء والجمهور إلى منتجاتها وخدماتها، تستهدف العلامة التجارية لصاحب العمل تحديداً الموظفين المحتملين والحاليين.
يمكن تشبيه العلامة التجارية للشركة بالجاذبية الخارجية للمنزل ("curb appeal")، وهي ما يجذب الناس للنظر إليه، في حين أن العلامة التجارية لصاحب العمل هي التصميم الداخلي والتجربة الفعلية داخل المنزل، وهي ما يحدد ما إذا كانوا يرغبون في العيش فيه. فالأولى تتعلق بما تقدمه المنظمة لعملائها، بينما الثانية تتعلق بما تقدمه للعاملين لديها.
يمكن أن يندمج الاثنان معاً بالطبع، أي تستمد العلامة التجارية لصاحب العمل بعض من هويتها من العلامة التجارية للشركة، لأنك إذا أردت من موظفك أن يمثل العلامة التجارية لشركتك، ستحتاج لتصميم تجربة علامتك التجارية كصاحب عمل لتجذب عقليات بعينها وأفراد دون غيرهم مناسبين للعمل لديك لتحقيق أهدافك.
الأهمية الاستراتيجية: لماذا تُعد العلامة التجارية القوية لصاحب العمل ضرورة في الوقت الحالي والمستقبل؟
تكتسب العلامة التجارية لصاحب العمل أهمية بالغة لعدة أسباب حيوية لنجاح الأعمال في سوق العمل التنافسي اليوم:
- جذب أفضل المواهب: في سوق العمل التنافسي، تساعد العلامة التجارية القوية لصاحب العمل الشركات على التميز وجذب المرشحين ذوي الجودة العالية الذين يبحثون عن بيئة عمل إيجابية وجذابة. تشير الإحصائيات إلى أن 75% من المرشحين يبحثون في العلامة التجارية للشركة كصاحب عمل/ جهة توظيف قبل التقدم للوظيفة.
- تقليل تكاليف التوظيف ووقت التعيين: عندما تتمتع الشركة بعلامة تجارية إيجابية كصاحب عمل، يصبح من الأسهل جذب المرشحين المناسبين، مما يقلل الوقت والموارد اللازمة للبحث عنهم وتوظيفهم. على سبيل المثال، شهدت شركة Brother International Corporation زيادة بنسبة 140% في الطلبات المكتملة وانخفاضًا بنسبة 25% في وقت التقديم بعد تحسين موقعها الخاص بالتوظيف.
- تحسين الاحتفاظ بالموظفين وتقليل معدل الدوران: يميل الموظفون إلى البقاء في الشركات التي تعزز لديهم الشعور بالفخر والولاء، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الدوران والتكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب.
- تعزيز مشاركة الموظفين ورضاهم: تعمل العلامة التجارية القوية لصاحب العمل على تعزيز الشعور بالهدف والتقدير وفرص النمو، مما يؤدي إلى زيادة التحفيز والإنتاجية والرضا العام.
تحسين سمعة الشركة بشكل عام وقدرتها التنافسية: لا تقتصر فوائد العلامة التجارية الإيجابية لصاحب العمل على جذب المواهب فحسب، بل تعزز أيضاً سمعة الشركة بين المجتمع الأوسع وأصحاب المصلحة. تصبح هذه العلامة ميزة تنافسية حاسمة في "حرب المواهب".
العلامة التجارية كأصل تجاري: قيمة تتجاوز الأرقام
تتجاوز العلامة التجارية لصاحب العمل كونها مجرد وظيفة للموارد البشرية لتمتد إلى كونها أصلاً تجارياً استراتيجياً. ففوائدها تتعدى مقاييس التوظيف لتشمل الإنتاجية والربحية والقيمة الإجمالية للأعمال. حقيقة أنها تزيد من قيمة الأعمال وتأثيرها في الصناعة تضعها كأصل استراتيجي أساسي.
هذا يعني أن الاستثمار في العلامة التجارية لصاحب العمل يجب أن يُنظر إليه على أنه استثمار رأسمالي ذو عائد استثمار قابل للقياس، وليس مجرد تكلفة تشغيلية. يتطلب ذلك دعماً من الإدارة العليا وتعاوناً متعدد الوظائف لدمجها في الاستراتيجية العامة للأعمال.
في الختام، تُعد العلامة التجارية لصاحب العمل أكثر من مجرد حملة تسويقية؛ إنها انعكاس حقيقي لثقافة الشركة وقيمها وتجربة موظفيها. في عالم يتزايد فيه وعي المرشحين، فإن بناء علامة تجارية قوية وأصيلة لصاحب العمل لم يعد خياراً، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان النمو والنجاح المستمر.
اشترك في النشرة البريدية
احصل على اخر المقالات أولاً
تابعنا على وسائل التواصل
احصل على الجديد أول بأول