كل ما يخص الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية

مجموعة من الاأراء والمقالات لأفضل الكتاب

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

ابحث في المدونة

التحول الرقمي

Aug 11, 2025

انكلوسيف

الذكاء الاصطناعي: أداة التوظيف الأقوى بين يديك!

كيف يغير الذكاء الاصطناعي عملية اكتساب المواهب

الذكاء الاصطناعي: أداة التوظيف الأقوى بين يديك!

عزيزي مسئول التوظيف، هل ما زلت تشعر بالإرهاق من العدد الهائل من السير الذاتية التي تنتظر مراجعتك؟ هل تراودك الأسئلة عن وجود مرشح مثالي لم تتمكن من العثور عليه بعد؟ إذا كانت إجابتك "نعم"، فأنت لست وحدك. لطالما كانت عملية اكتساب المواهب رحلة معقدة وطويلة، لكن اليوم تتغير قواعد اللعبة بالكامل، نعم كما توقعت ، بدخول الذكاء الاصطناعي للمعادلة

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لإنجاز المهام، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا جديدة أمام فرق الموارد البشرية، محولًا لشكل عملية التوظيف تحولاً جذرياً.

دعنا نأخذك في رحلة لاستكشاف كيف يغير الذكاء الاصطناعي كل مرحلة من مراحل التوظيف، من البحث عن المرشحين إلى الإعداد، وكيف يمكن أن يساعدك في بناء فريق أحلامك، من خلال هذا المقال.


تطور الذكاء الاصطناعي في اكتساب المواهب: من الأتمتة إلى الاستقلالية

في البداية، كان استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف يقتصر على الأدوات الرقمية التي تساعد في المهام المتكررة. لكن اليوم، تجاوزت هذه الأدوات ذلك بكثير. نحن نشهد الآن ظهور نماذج ذكاء اصطناعي معززة تقدم رؤى عميقة، وصولًا إلى مرحلة أكثر تقدمًا: وكلاء الذكاء الاصطناعي AI Agents القادرين على إدارة عملية التوظيف بشكل مستقل تمامًا. هذا التطور يعني أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مساعد، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية، مما يتيح لك التركيز "كمسئول توظيف" على الجانب الإنساني من التوظيف.

وفقًا لدراسة حديثة، فإن 99% من مديري التوظيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف. هذه الأنظمة لا تقلل بشكل كبير من وقت التوظيف فحسب، بل تضمن أيضًا أنك لن تفوت أي مرشح مؤهل بسبب خطأ بشري أو ضيق الوقت. بل إنها تستطيع تقليل وقت التوظيف بنسبة تصل إلى 75%.


كيف يقوم الذكاء الاصطناعي بكل ذلك؟

تخيل أن نظامًا قادرًا على قراءة مئات السير الذاتية في ثوانٍ، وتحديد المرشحين المؤهلين بناءً على الكلمات المفتاحية والمؤهلات المطلوبة. هذا ليس خيالًا علميًا، بل هو الواقع مع أنظمة تتبع المتقدمين (ATS) المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

1 - تواصل مخصص: توفر روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إجابات فورية وشخصية لاستفسارات المرشحين حول الوظائف وثقافة الشركة، مما يقلل من القلق ويحافظ على اهتمامهم، يساهم ذلك في خلق تجربة مرشح أفضل.

2 - فرز واختبار آلي: اعزائي العاملين بالموارد البشرية، لافحص للسير الذاتية بعد اليوم!. تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بفرز السير الذاتية بسرعة فائقة بناءً على المهارات والخبرات، مما يضمن اختيار المرشحين الأنسب. كما يمكن لأدوات التقييم الذكية إنشاء اختبارات مخصصة ودقيقة.

3 - جدولة آلية: تقوم أنظمة الجدولة الذكية بتنسيق مواعيد المقابلات تلقائيًا بين المرشحين ومسؤولي التوظيف، مما يلغي الحاجة للتواصل اليدوي المتكرر ويسرع العملية، كما أنه يسهل تحديد المواعيد وما يناسب الشركة، ومواعيد المشرح، ما يعزز من تجربة مرشح جيدة.

4 - مطابقة محسّنة للوظائف: من خلال تحليل ملفات المرشحين، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح الوظائف الأكثر ملاءمة لمهاراتهم وتفضيلاتهم، مما يزيد من فرص التوظيف الناجح ورضا المرشح.

5 - تغذية راجعة (feedback) ومتابعة: ترسل الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي رسائل متابعة تلقائية ومخصصة للمرشحين حول حالة طلباتهم أو أدائهم أثناء المقابلات الشخصية والاختبارات، مما يجعلهم أقل قلقاً حيال أدائهم، أكثر معرفةً بإمكاناتهم، ويشعرون بالتقدير والاحترام، وهذا أيضاً من ضمن مزايا تجربة المرشح الجيدة.

6 - مراقبة متقدمة للاختبارات: تضمن حلول المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي نزاهة الاختبارات عن بُعد، تستخدم هذه الأنظمة تقنيات مثل التعرف على الوجه، وتحليل ضغطات المفاتيح، ومسح بيئة المرشح لاكتشاف أي أنشطة أو سلوكيات مشبوهة أثناء التقييم.
على سبيل المثال، أثناء اختبار برمجة عبر الإنترنت، يمكن للنظام مراقبة شاشة المرشح ومحيطه، لضمان عدم وصوله إلى مصادر غير مصرح بها. هذا المستوى من التدقيق يضمن أن نتائج التقييم تعكس حقًا قدرات المرشح، مما يعزز العدالة والنزاهة الشاملة لعملية التوظيف.
هذا لا يحافظ على مصداقية عملية التقييم فحسب، بل يطمئن المرشحين أيضًا أنهم يشاركون في نظام عادل وشفاف.

7 - تحليلات تنبؤية للاحتفاظ بالموظفين: يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات للتنبؤ بالمرشحين الذين من المرجح أن يستمروا في الشركة على المدى الطويل، مما يساعد فرق التوظيف على التركيز على استراتيجيات الاحتفاظ الفعالة.

8 - التعلم والتطوير المستمر: تحدد المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي احتياجات المرشحين التدريبية وتقدم لهم فرص تعلم مخصصة، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين مسارهم المهني، ميزة أخرى من مزايا تجربة المرشح الجيدة.


لقد ذكرت تجربة المرشح الجيدة تلك أكثر من مرة، لم كل هذا الإصرار على توفير تجربة جيدة للمرشحين للوظائف؟

كما هو الحال مع تجربة الموظف، تجربة المرشح الإيجابية يمكن أن تكون مفتاحًا لجذب أفضل المواهب. فالمرشح وإن لم يحصل على الوظيفة، سيخبر الجميع كيف استفاد من تجربته في التقدم لوظيفة في شركتك. يشجع ذلك أصحاب المواهب في التقدم إلى شركتك ذات السمعة الحسنة مما يساعدك على استقطاب المواهب التي تحتاج.


- فرز واختبار آلي: اعزائي العاملين بالموارد البشرية، لافحص للسير الذاتية بعد اليوم!. تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بفرز السير الذاتية بسرعة فائقة بناءً على المهارات والخبرات، مما يضمن اختيار المرشحين الأنسب. كما يمكن لأدوات التقييم الذكية إنشاء اختبارات مخصصة ودقيقة.

التوظيف الاستباقي وتوسيع مجموعة المواهب: العثور على المواهب الخفية

فتحت سياسة العمل عن بعد آفاقاً جديدة في امكانية توظيف المواهب الحقيقية والقوية، لأنك مع العمل عن بعد أصبحت غير مرتبط بمكان ثابت، إذا كان عملك يسمح بذلك، يمكنك توظيف من تريد من أي مكان في العالم، لكن كيف تصل بالأساس إلى تلك المواهب؟ هل تعتقد أن أفضل المرشحين دائمًا ما يتقدمون لوظائفك؟ فكر مرة أخرى. 


الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يغير هذا المفهوم تمامًا. من خلال تحليل كميات هائلة من السير الذاتية والملفات الشخصية المتاحة على الإنترنت، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدد أفضل المرشحين بشكل استباقي، بما في ذلك "المواهب الخفية" التي قد لا تجدها بالطرق التقليدية. هذا يمنحك ميزة تنافسية حقيقية في سوق المواهب المزدحم.

تقليل التحيز اللاواعي: نحو توظيف أكثر إنصافًا

لن أتحدث عن العنصرية هنا أو التمييز فهو ليس موضوعنا، لكن سأكتفي بنبذة عن التحيز اللاواعي في التوظيف، وهو الميل غير المقصود لتفضيل مرشح أو التحامل على آخر للوظيفة بناءً على عوامل لا تتعلق بالكفاءة أو الخبرة، مثل العرق أو الجنس أو العمر أو الخلفية الاجتماعية. هذا التحيز يؤثر على قرارات التوظيف دون وعي من القائمين بالتوظيف.

التحيز اللاواعي يمثل تحديًا كبيرًا في عملية التوظيف التقليدية. لكن أدوات الذكاء الاصطناعي، إذا تم تصميمها وتطبيقها بشكل صحيح، يمكنها أن تساعد في تقليل هذا التحيز بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالطرق التقليدية. يتم ذلك من خلال الفرز الموضوعي للمرشحين وإخفاء التفاصيل الشخصية من السير الذاتية، مثل الأسماء أو العمر أو الجنس، للتركيز فقط على المهارات والخبرات.

ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين للغاية؛ فالذكاء الاصطناعي ليس محصنًا من التحيز. إذا تم تدريب النظام على بيانات متحيزة، فإنه قد يعكس هذه التحيزات ويضخمها، لذا تكمن المسؤولية في ضمان أن تكون البيانات المستخدمة عادلة وممثلة للجميع.


التحليلات التنبؤية بالذكاء الاصطناعي: كيف يمكن أن تحتفظ بالمواهب بعد تعيينها؟

يمكن لتحليلات الذكاء الاصطناعي التنبؤية لبيانات الموارد البشرية، أن تقلل معدل الدوران بنسبة كبيرة  جداً، وتساعدك على التنبؤ من خلال تحليل سلوك موظف معين ومقارنته بتاريخ التوظيف لتلك الوظيفة بأنه محتمل أن يترك العمل قريباً، مما يمكنك فرق الموارد البشرية من تصميم استراتيجيات استباقية لتفادي خسارة المواهب وتقليل معدل الدوران.

اعرف المزيد عن التحليلات التنبؤية من خلال هذا المقال: "تحليل التنبؤ بالموظفين: كيف يقلل الذكاء الاصطناعي من معدل الدوران ويزيد من الاحتفاظ بالموظفين"

التحديات والاعتبارات الأخلاقية: رحلة لا تخلو من المسؤولية

على الرغم من كل هذه الفوائد، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف يأتي مع تحديات واعتبارات أخلاقية حاسمة. يجب أن نناقش قضايا مثل التحيز في الذكاء الاصطناعي للتوظيف، والذي يمكن أن يكون تاريخيًا أو خوارزميًا. كما أن مخاوف الخصوصية والحاجة الملحة إلى الشفافية والمراجعة البشرية تبقى في صميم أي استراتيجية ناجحة. يجب على الشركات أن تضمن أن قرارات الذكاء الاصطناعي قابلة للتفسير والتدقيق، لتجنب ما يعرف بـ"مشكلة الصندوق الأسود" حيث يصعب تفسير كيفية عمل بعض الخوارزميات


ختامًا، يسعنا أن نقول...

إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة إضافية في ترسانة الموارد البشرية، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه. من خلال الاستفادة منه بذكاء ومسؤولية، يمكن لمسؤولي التوظيف وقادة الموارد البشرية تحقيق كفاءة غير مسبوقة، وتحسين جودة التوظيف، وتعزيز التنوع في مجموعات المواهب. هذه الرحلة نحو التوظيف الاستراتيجي لا تهدف فقط إلى العثور على المواهب المناسبة، بل إلى بناء قوة عاملة قوية ومتنوعة ومستعدة للمستقبل.



اشترك في النشرة البريدية

احصل على اخر المقالات أولاً

تابعنا على وسائل التواصل

احصل على الجديد أول بأول